خوف الزوجة من نشوز زوجها في الآية هنا، بمعنى: أنه غلب على ظن الزوجة أن زوجها لن يرجع إلى سابق عهده، ولن يعطيها حقوقها، وذلك على ضوء سلوكات ظاهرة في أنها نشاز منه وإعراض، وأنه يضمر في نفسه طلاقها أو هجرانها بالكامل. يعني هذا النشوز ليس مجرد وساوس عند الزوجة بسبب مواقف متفرقة طبيعية تجري بين غالب الأزواج، ولكنه حقيقة له ما يدل عليه فيما عهده الناس. وفي هذا المقام: أشير إلى ضرورة فهم ما يكون من عدد من الزوجات الفاضلات التي تحمل حساسية مفرطة في التعامل مع المواقف، والتي قد تخرج بنتائج موهومة من تصرفات زوجها التي هي أقرب إلى الطبيعية، نجدها تطالب بما ليس لها وتقول في زوجها ما ليس صحيحا، وهنا يأتي عمل الصالحين المصلحين في أن يرشدوها إلى الصواب، ويعينوها على نفسها، ويفتحوا لها الآفاق الطيبة الإيجابية في التفكير والسلوك.